Saturday, November 12, 2011

نظم المعلومات الطبية.. والأطفال في عصر التغيير

نظم المعلومات الطبية.. والأطفال في عصر التغيير


طفل ذو عامين يلون في كتابه الإلكتروني



محمد حسين ، الطفل الصغير في الصورة أعلاه يلون بمهارة في كتاب تلوينه الإلكتروني الذي اقتنته له عائلته. ينتقي الألوان وأدوات التلوين كما لوكانت حقيقية !! "محمد حسين" ذو العامين يقلب "تطبيقات" جهازه الإلكتروني بسهولة ويسر بل ويعرف كيف يستجيب عندما يظهر له "صندوق حوار" فيضغط على أزراره رغم أنه لم يكن يجيد القراءة يوما ما ..

هذا الطفل ليس استثناءً في مهارة استخدام الأجهزة الذكية المحمولة ، بل إن "محمد حسين" صار ظاهرة نراها كل يوم ..


طفل مثل صديقنا الصغير يجيد هذه المهارات وهو في الثانية من عمره ، هل يمكننا أن نتخيل مهارته في استخدام تطبيقات الأجهزة الذكية عندما يبلغ العشرين ؟!

عندما يبلغ صديقنا الصغير العشرين سوف يكون قد قضى بالفعل 18 عشر عاما من عمره في استشكاف تلك التكنولوجيا ، وسوف يكون بالفعل قد عاش 18 عشر عاما متابعا للتطورات في هذا المجال . وكما قيل إن "العلم في الصغر كالنقش بالحجر"

أنا شخصيا قضيت عمري أمام شاشة الكمبيوتر. ولدت لأب لايقرأ ولايكتب ولأم كانت تجيد استخدام قمة التكنولوجيا حينها ألا وهي "الآلة الكاتبة" ، وعشت حقبة ماقبل "مايكروسوف ويندوز" ، لكن بدايتي هذه كانت متأخرة (نسبيا) مقارنة بأطفال اليوم.

أنا بدأت في الثالثة عشر من عمري وأطفال اليوم يبدئون من الثانية أو الثالثة!! جيل اليوم يتعلم استخدام هذه التطبيقات قبل أن يتعلم الأكل بنفسه باستخدام الملعقة!

كل ذلك يأخذنا إلى نتيجة حتمية ، وهي أن التغيير في عالم نظم المعلومات عموما ونظم المعلومات الطبية خصوصا قد حان. هذا التغيير آت .. هذا التغيير سوف نكون ملزمون به قريبا .. وأنا أظن أنه قريب جداً جداً !

وبالفعل فإن ذلك الجيل الجديد الذي ترعرع على البحث باستخدام محركات البحث على الأنترنت ، بدلا من نظام الفهرسة العشرية لـ"ديوي" في مكتبات يطغى عليها السكون والهدوء..

ذلك الجيل الذي اعتاد على التسوق الإلكتروني والشراء المدعم بالدليل من خلال مطالعة مقالات المقارنة والتدقيق من على موقع CNet ..

هذا هو الجيل الذي سوف يغير من حقيقة نظم المعلومات "المتخلفة" في مستشفياتنا ومراكزنا الصحية.

هو نفسه الجيل الذي لن يرضى أن يتم شراء أنظمة المعلومات الطبية لأن مزود النظام هو شركة ذات اسم "رنان" .. أو لأنها شركة كثيرة البذخ في صرفها على "موائد الطعام" وتغدق على المسئولين في رحلاتهم إلى فنادق "شيكاغو" الباهظة الثمن.

من هذا الجيل سوف نرى أمثلة على مهنيين يفكرون ويخططون ويضعون النقاط على الحروف قبل أن يشرعوا في تركيب نظام إلكتروني ما.. من هؤلاء سوف نرى أناسا يعرفون الفرق بين PACS و RIS و HIS .. بين Clustering و Replication بين الشاشات الطبية والشاشات العادية.

سوف نرى شبابا قادرين على وضع الموازنات المالية ليضبطوا المصاريف على نظم المعلومات الطبية بدلا من أن يهدروا أموال الأجيال القادمة في مشاريع فاشلة وشراء نظم مكلفة لايستفيدون منها إلا لطباعة الأفلام !!

جيل لايفرق بين المواطن والوافد على أساس أحقية الحصول على رعاية صحية جيدة ، ولايرضى أن تتم معاملة نظرائه في الخلقة على أساس ألوانهم وأجناسهم ومذاهبهم.

إنهم هؤلاء من سوف يغير معالم الرعاية الصحية في بلدنا العزيز ، لأنهم لن يخطوا خطوة إلا بدليل علمي موزون لا على تخبط وعشوائية ..

هؤلاء أنفسهم بمشاركة نخبة من ذوي الخبرة من أفراد الجيل القديم سوف يأخذون على عاتقهم هذه المهمة الصعبة لتكون حقيقة وواقعاً نراه قريباً ..

No comments:

Post a Comment