الفساد بين المجلس والحكومة
كثر الحديث عن الفساد في الآونة الأخيرة ، وكثر اللغط حول المتسبب فيه ، تارة نقول الحكومة هي
الراعي للفساد ومجلس الأمة هو عش ذلك الفساد ، ومرة نقول إنهم التجار والمتنفعين و”الهوامير” من يمولون الفساد ولهم اليد الطولى على المسئولين الحكوميين .. ومرة أخرى نقول إنهم نواب مجلس الأمة و مؤزميه هم المفسدين ولكل منهم إجندة وقائمة بالمناقصات التي سوف يستولي عليها خلال فترة المجلس !!
الفساد والعنصرية
وللأسف فإننا أيضا نقلبها أيضا عنصرية تارة أخرى ، فنقول مثلا بأن المفسدون في الكويت هم كويتيون “غير أصيلين” أو وافدون طامعين و نقوم بالتعميم على جنسيات معينة فنقول إنهم أولئك الفلسطينيون أو الأردنيون أو المصريوون إلخ .. وطبعا لاننسى القبلية فترى الحضر ينعتون أهل القبائل بـ”زراع الفوضي” والمحسوبية والفئوية والقبلية و”حب الخشوم” وأصحاب “الشرهات” والعطايا ، ونجد أن أهل القبايل ينعتون الحضر بأنهم هم من سرق مقدرات الكويتين منذ الإستقلال وهم من استولي على المناصب القيادية ويجب أن تكون من سكان الشويخ والشامية أو كيفان حتى تكون مقربا للسلطة وذو حضوة لتحصل على شيك مفتوح من مناقصات ليس لها دخل بنشاطك التجاري سوى أنك “مقاول بالباطن” لأحد المتنفعين بإحدى وزارات "الحضر".
الفساد والدين
والأخطر عندما تجد الدين مركز لكل هذا الصراع ، فيصبح الفساد هو المذهب المخالف لمذهبك فتجد أن المسكين الملتحي من مذهب “ س ” يصبح هو ذاك الإنسان المتستر بالدين ليحصل على العلاوة الإختيارية والمنصب الرفيع والدورات والمؤتمرات ، ولولا أنه من أتباع تيار اسلامي معين لما اشتريته بـ”فلس” لأنه هو “وين والعمل وين” بالرغم أن حاله من حالك .. مغضوب عليه في العمل لأنك ليس لك ارتباط سياسي بمسئولك في العمل.. ويا ويلك إن كنت من المذهب “ص” حينها لن تطهرك مياه الأرض وإنك كانت “إيفيان” لأن ولاءك معروف ومرجعيتك الدينية في بلاد المجوس أو جارتها ، ولأنك لاتصلي جماعة في مسجد العمل فإنك لن تحصل على “وجه” ولو صرت “كديش” في العمل فإنك “كالحمار يحمل أسفارا” مردك تجميد والمنصب لغيرك .. وأبناء هذا المذهب مشكك بولائهم لتاجر حاله حال تجار البلد من أي مذهب كانوا يسلبون وبنهبون مقدراتنا ..
أبناء هذا المذهب وغيره من المذاهب منهم من يخاف الله .. ومنهم من يخاف منه على عيال الله. فترى بعضهم لا يفتأ يذكر الله قياما وقعودا وعلى جنبه ورغم هذا لا يتورع أن يسافر إلى دول الشرق والغرب على نفقة الشركات وقد تكون هذه السفرات سياحية بغطاء مهني. بل ويقوم باستكمال بيته بدعم من إحدى تلك الشركات.
الحقيقة الكاملة
المقصد ! الكل يلوم الكل ، والكل يحمل في طياته بعضا من الحقيقة ولكن الكل يحمل جزءا فأين الحقيقة الكاملة ؟!
الحقيقة هي كل ما تداولناه إذ ليس للفساد دين ولاقبيلة !
في وزارة الصحة في الكويت رأيت بعيني مرات ومرات الفساد بكل أنواعه وأصوله ومذاهبه .. رأيت الفساد على يد مسئولين حكوميين. ليسو فقط من الإدارة العليا بل من أسفل المراتب. وصلت في بعض الأحيان تقاضي 20 دينارا مقابل أن يسمح لك فني الكهرباء في المستشفى بعمل نقطة كهرباء جديدة للجهاز الطبي الجديد ، ورأيت بأم عيني كيف يطلب الأطباء والمهندسون ورؤساء الأقسام من الشركات الطبية إعادة تأثيث مكاتبهم وأضافة الديكورات حتى أصبح مكتب رئيس القسم يضاهي مكاتب الوزراء.
بل وحتى بعض اولئك الوكلاء الذين يتلقون أوامرهم من مدراء الشركات الطبية و تحجز لهم الطائرات الخاصة
لحضور حفلات زفاف بنات مدراء عموم الشركات؟
وحفلات الشرب على هامش مؤتمر (الصحة العربية) سنويا في دبي..
رأيت بأم عيني كيف أن الشركات ترعى هذا الفساد ولولا أنها وجدت البيئة الخصبة لما تجرأت على هذا العمل ..
رأيت بأم عيني كيف ينحاز كثير من نواب مجلس الأمة (السابقين) ويصبحوا أبواقاً للشركات الطبية ، وكيف أن لكل شركة طبية محام لها في المجلس ومحام آخر في الوزارة.
ولا ننسى أن نلتفت لبناء بلدنا من جديد يدا بيد.
صدقت والله ياأخ حسين أصبت الهدف ووضعت يدك على الأسباب ويجب على كل واحد منا ان يحاسب النائب الذي صوت له وان يطالبه بان يفضح نواب الفساد وانا يدي أمدها لك لنكون وراء اهل الفساد مهما كان انتمائه.جزاك الله خير
ReplyDeleteشكرا دكتورنا العزيز بومحمد،،
ReplyDeleteوكلي فخر ان نعمل سويا لاجل بلدنا العزيز الكويت سيما في مجال انساني مثل الصحة.
منذ زمن طويل وانا احاول البداية في مشروع توثيق تاريخ التصوير الطبي في الكويت لما للتاريخ دور في استشراف المستقبل
واظنه قد حان الوقت ان نبدأ معك يا دكتور
انا على أتم الاستعداد وخبرة ٣٢ سنة تحت أمرك حدد الوسيله
ReplyDelete