همة شباب

الهمة هي العزم .. والعزم هو الرغبة والإصرار لتحقيق شيء ما .. والعزيمة هي أساس كل فعل وأوله ..

أما الأفعال التي تكون دون عزيمة فهي أقدار .. لا يثاب ولا يعاقب الإنسان عليها .. ولاينبغي أن يفخر الإنسان بإنجازاتها ..

ليس الفتى من قال أبي * إن الفتى من قال ها أنا ذا

وإن كانت الهمم والعزائم لا تحتاج إلى فعل وحركة خارجية ، لكنها تتطلب جهدا عالياً يبذله الإنسان عندما يعزم على أمر هو فاعله .. ولذلك فإننا لانجد الكثير من الأحلام تتحق .. ولا نجد كثيرا من الناس من يعزم على هذه الأحلام .. بل يدعها مثلما هي : أحلام يقظة !

ولأن الهمم تحتاج إلى هذه الطاقة العالية ، فإن الشباب هم أكثر من يعزم على الأمور.. وهم أكثر من يعمل .. لأن لهم طاقة توصلهم إلى عنان السماء ..

ولأن الأمم تحتاج إلى البناء والتطور المستمرين فإن حركة الأمم لا تتم إلا بهمم الشباب !

والعكس صحيح ..

فإذا أردنا أن نوقف مسير الأمم .. و نهدم بنيانها .. فإن الطريق هو تكسير همم هؤلاء الشباب .. حينا بقصد .. وحيناً من دون قصد ..

وتكسير الهمم لا يكون دائما بالمعاول .. بل يكون أحيانا بإشباع البطن حتى التخمة ..

وحتى لايتوثب الشباب النهوض .. أقول بأن الهمة صانعة المعجزات .. لكن وضوح الطريق أهم !!

ووضوح الطريق لا يكون إلا بالسير على هدى من نور ..

ولا نور إلا بحكمة .. ولا حكمة إلا بسبر الزمان .. وهذا لا يوجد إلا عند من صقلتهم الحياة.. وهؤلاء هم من تعدى الشباب .. وطلا شعره بطلاء الكهولة .. أو شاخ به الزمان على الإخلاص للوطن ..

في النهاية ..

المطلوب هو شحذ الهمم .. والتجهز للمسير .. لإعادة الكويت .. بهمة الشباب وخبرة الكهول .. وحكمة الشيخ الكبير .. ومن دون همة الشباب فلا عزاء للكهول ولا للشيوخ .. ولا للكويت ..

"عمار يا كويت " ..